نهر العطاء..اتجاه واحد

نهر العطاء.. اتجاه واحد

وفاء المرأة سواء كانت أمًا أو زوجة أو أخت أو ابنة يظهر كأفعال ومشاعر وليس كالكلمات فهي تبذل أقصي جهدها للبقاء إلي جانب كل عائلتها وعنصر التضحية من صفاتها.
هذا ما أكدته أحدث الدراسات الأمريكية التي أعدتها جامعة "واشنطن" في مدينة "سياتيل" وهي أن الرجل لا يتردد في ترك زوجته إذا أصيبت بمرض خطير. وأنه أقل قدرة علي لعب دور الشخص الذي يوفر العناية للنساء والعائلة مقارنة بالنساء أكدت الدراسة أن المرأة تصبح أكثر استعداداً للمساعدة والالتزام ومرافقة زوجها إذا أصيب بمرض ميؤوس منه.
وقام اختصاصيون اجتماعيون من خلال مراقبة رد فعل "500" من الأزواج عند إصابة الواحد منهم فبينت الإحصاءات حصول 23 حالة طلاق بسبب إصابة زوجات بمرض التصلب المتعدد و18 رجلا طلقوا زوجاتهم بسبب معاناتهن من أورام دماغية في حين سجلت حالة طلاق واحدة تركت فيها امرأة زوجها بعد إصابته بمرض غير قابل للشفاء.
* تقول "نور إبراهيم" 28 سنة أكيد المرأة مخلوقة علي العطاء لأنها أم ولو لم تكن كذلك لن تتحمل مهام وأعباء الأمومة.
* وتؤكد "رانيا حلمي" 42 سنة -ربة بيت- أن المرأة عاطفية بالدرجة الأولي عندما تحب تعطي كثيراً فهي أكثر وفاء وتحملاً علي عكس الرجل خاصة في زماننا هذا التي سيطرت فيه المادة علي العواطف والقيم والأصول.
* "شريف عبدالرحمن" -47 سنة- مهندس يري أنه ليس كل الرجال غير أوفياء إنما الذي لديه معني الرجولة الصحيحة هم ما يمتلكون الوفاء لزوجاتهم في حالة مرضهم يشعرون بالأسي. ويرغبون في مساعدتهم إيماناً منهم بالقوامة والرجولة والحقوق التي لهم عليهم.
وتعلق علي صدق وتغيير هذه الدراسة الدكتورة سامية خضر صالح استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس. حيث تتفق مع هذه الدراسة وتؤكد صحتها لأن المرأة بطبيعتها رقيقة وعاطفتها جياشة فهي تربي علي الاهتمام بالأناقة والطبيعة والجمال وبالتالي تنشأ بداخلها بنسبة كبيرة الأمور الرقيقة كالعطاء والحب.
وأيضا من الأمور التي تخلق بداخلها الوفاء مرحلة الأنجاب لمدة تسعة أشهر فيزرع فيها الصبر والتحمل والقدرة علي تحمل الألم والعناء في الولادة ثم مرحلة التربية والمسئولية فتخلق السكينة والتضحية بكل براحتها من أجل الآخرين.
* وتؤكد د.سامية خضر أن نتيجة كل هذا عندما تواجه زوجها مشكلة صحية وهو الذي أحبته وعاشت معه تجد صعوبة إذا تركته عندما يواجه أزمة مرضية فهي تعترف بالحب والجميل فلا تتركه وتباشره في علاجه وتسعي لإسعاده ومثال أيضا أن المرأة إذا توفي زوجها تستطيع أن تعيش بمفردها هي وأولادها وتربيهم وتعلمهم وتصرف عليهم دون أن تبحث عن رجل في حياتها علي عكس الرجل تماماً.
* ولابد أن نؤكد أن التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة تلعب دوراً بالنسبة للرجل والشاب والطفل التي تخلق لديه نوعاً من الجمود والصمود فهو يربي علي العنف والحركة والقوة واللعب والاستقلال بشخصيته وأن مسئوليته أن يعمل ليحصل علي المادة.