نظرية الشباك و" الشاكوش"!!
دائما ما تكون التجربة الشخصية هى خير كاشف للحقائق التى قد لا يدركها الكثيرون
وربماتكون خير فاتح لجحافل أخرى من بشر أن تنطلقعلى درب جديدلم تألفهمن قبل
هكذا حكى لنا التاريخ
فكم من تجارب شخصية كانت هى الباعث الحقيقى وراء أهم أختراعات و أكتشافات
تنعم بها البشرية حتى تاريخه!!
أما الاهم من التجربة فهو الانتباه لها ورصدها حتى و أن كان الباعث شيئا تافها للغاية
أو هكذا يبدو فى البداية
وليس أدل على ذلك من تجربة شخص مثل أسحق نيوتن
ليس فقط فى مجال الجاذبية كما هو معروف للعوام
وأنما فى مجال الضوء وهى التجربة التى أكتشف محتوها بالمصادفة أيضا حين سقط شعاع الشمس فى معمله فوق سطح منشور زجاجى
فاذا بالضوء يتحلل الى ألوان مختلفة
ما أدرك نيوتن من خلاله أن الضوء حينما يتحلل فأنه يتحول الى ألوان الطيف الشمسى
وأن الالوان حينما تندمج مع بعضها البعض فأنها تتحول الى ضوء
ثم و للغرابة اذا بهذه النظرية العملية المعملية البحتة تكون هى أكبرباعث على أنطلاق حركة رائدة فى رحاب الفن التشكيلى كمثل المدرسة التأثيرية
والتى أعتمدت على الضوء فزحزحت الرسامين من بين جدران المراسم الى الطبيعة المفتوحة يتنسمون الضوء وتأثيراته المختلفة فى لوحاتهم
مجرد واقعة طريفة دفعت شعاع شمس كى يسقطعلى منشور زجاجى فى حضرة باحث
(منتبه)ما أدى الى أنتفاضة فكرية!!
ولأن الايام لا تتوقف بفطرتها عن الجود ها هى واقعة طريفة أخرى
حدثت منذ أيام قلائل هذة المرة
فيما طالعتنا به الصحف حول باحث بريطانى ويدعى(ستيفز)كان يصلح شباكا فى منزله
وعندما هوى الشاكوش الذى كان يستخدمه بقوة فوق أحد أصابع يده
ما دفع الدم يغلى فى عروقه كالمجنون (كلنا نعرف هذا الشعور السخيف)
فاذا بالباحث ينهال بأقذع الشتائم و صنوف السباب على الشباك والشاكوش والعيشة واللى عايشينها والكل كليلة!!
فلما أفاق الرجل من هذا الشعور البغيض كان أن فطن الى شئ مهم جدا
ألا وهو أن أكثر ما أراحه وبدد الألم فى أصبعه المصاب وجميع أنحاء جسده المتعاطف فى هذة اللحظة كان هو تلك الشتائم التى أطلقها على عواهنها!!
ولا عزاء وقتئذ للأدرنالين والذى منه!!
ولكن اذا كان ستيفز البشر هدأ فأن ستيفز الباحث لم يهدأ
حيث شرع فى التحقق من صدق أكتشافه على نحو علمى جنح خلاله الى المنهج التجريبى
وذلك عندما شكل مجموعتين من بشر فى فريقين طلب منهما أن يخوضا تجربة مهمة بالنسبة لهم قوامها أن يضع أفراد المجموعتين أياديهم داخل أوعية مليئة بالثلج والماء شديد البرودة
ثم طلب من المجموعة الاولى (الضابطة)ألا تتفوه بعبارة واحدة أمتعاضا بطول التجربة مهما كان الشعور بالألم
فى حين ترك حبل الشتائم على الغارب للمجموعة الثانية (التجريبية)
تتفوه بأقذر صنوف السباب أعتراضا!!
بدأ ستيفز تجربته فتجلى معاملا الصدق والثبات فى سمائها
حيث أستطاعت مجموعة الشتائم أن تستمر فى التجربة لمدة طويلة
بينما لم تستطع المجموعة الهذبة الاستمرار سوى لثوان معدودة!!
أنها طاقة الشتيمة التى ما أن تتفجر على ما بدا حتى يهدأ بركان النفوس المعذبة
وتلك ليست دعوة لمباركة الشتائم فى شئ
ولكنها تجربة علمية أجريت فى رحاب جامعة "كيل" البريطانية العريقة!!
وربما يفسر هذا أسباب تدنى لغة المجتمعات المحبطة دائما داخل المجتمع البشرى الواحد
فكلما تدنى المستوى الاقتصادى و أحاط الفقر بمجتمعه
تدنت اللغة والمفردات المستخدمة وخرجت الطاقة السلبية
ربما لتعادل حجم المرارة فى النفوس
فيما ينحسر هذا التيار تماما(تقريبا) داخل المجتمعات المغايرة بقدر يجعل من مجرد الجنوح الى هذة اللغة الوضيعة ما يشين المرء فى أوساطها ويجتذب أحتقارا من المحطين ما بعده أحتقار
وربما يفسر هذا اللأتجاة أيضا تدنى مستوى التخاطب فى المجتمع المصرى المعذب أقتصادياو من ثم ثقافيامنذ سنوات وسنوات الى الدرجة التى أخشى ما أخشاه معها هو تحول عموم الصورة الذهنية العربية عن المصرين الى صورة مقرونة دائما بسلاطة اللسان!!
والله أعلم!!!