هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إلعب.. بجد!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن سينا
المدير العام
المدير العام
ابن سينا


عدد المساهمات : 912
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/09/2009

إلعب.. بجد! Empty
مُساهمةموضوع: إلعب.. بجد!   إلعب.. بجد! Emptyالجمعة أكتوبر 02, 2009 7:59 pm



لم أستطع احتمال جيَشان عواطفى فانهمرت عليه، أقبل رأسه وأنا أضمه وأضغطه
فى صدرى. مازال صغير الحجم برغم استطالة عوده، ومع نحافته وجلسته المحتبية
التى تعود عليها منذ صغره، كنت أستطيع استيعابه كله بين ذراعى وهو إلى
جوارى على كنبة الصالة.

كان لدهشته من انفعالى هذا المفاجئ والعاصف يردد مندهشا ومسرورا: «بابا مالك.. بابا». وبصعوبة شديدة تحكمت فى دموع تأثرى وأنا أختلس النظر إليه.

كنت أقرأ وهو جالس إلى جوارى يشاهد التليفزيون فى صمت، صمته الشفّاف هذا
الذى يركن إليه بين موجات الصخب التى لا يكف عن إثارتها فيبدو كأنه كائن
آخر، وبينما كنت أقلب صفحات الكتاب حانت منى نظرة عابرة إلى ما لفت نظرى
على قصبتى ساقيه اللتين انحسرت عنهما أرجل البيجامة وهو فى جلسته المحتبية
تلك، يضم ركبتيه إلى صدره...

كانت هناك شعرات طالت وتكاثرت على هذا الجزء الظاهر من ساقيه، ساقى صبى
يوغل فى يفاعة العمر، وتذكرت بما يشبه التماعة نجم فى سماء الذاكرة تاريخ
ميلاده، تذكرت ذلك بدهشة، فطفلى هذا يقترب الآن من السادسة عشرة، وبعد
سنوات قليلة سيصير شابا.. يحب، ينتشى، ويتلوّع، ويفكر فى مستقبله، يحلم
بعالم خاص به لا أشاركه فيه، وربما أكون غير قادر على مشاركته فيه.

سيكون عليه مواجهة العالم منفردا، بدونى، بدون حمايتى، فى أركان عديدة من
زوايا هذا العالم التى سيتعين عليه أن يمضى إليها وحده، وهناك لن يمكننى
أن أواصل حراسته ولن يجدى حدبى عليه.

وربما لا أكون موجودا، أو موجودا وأُضاف إلى الأعباء التى سيتعين عليه حملها من أثقال عالمه الجديد، عالم الرجال...

أقبل رأسه، كتفيه، أضمه، وأتمتم «ياحبيبى.. ياحبيبى»، وهو يتفلَّت مخافتا ضحكته، خجلا، ومستغربا هجمة عواطفى المفاجئة هذه، يردد: «بابا.. فيه إيه.. فيه إيه»،
وفى تفلُّته أحس بسروره من نوبة هذه المحبة، وخجله من الاستسلام لها، خجل
بين استكانة الطفولة التى تمضى، ونزق الشاب الذى يجىء، وأجد نفسى أمامه
أجمد فى ارتباك...

ينفك جمودى إذ ألمح سانحة للخروج من الارتباكة، فأهتف معليا النبرة: «تكاسرنى»،
وبسرعة يرد طفلى اللعبى الذى أعرفه: «ياالله حالا»، وأجده فى ثانية متخذا
مكانه على مائدة الطعام يشمر ساعده ويركِّز كوعه مجربا قبضته المتحدية
المرفوعة فى انتظار قبضتى....

سوينا ارتكاز مرفقينا على خط واحد، والتقت كفى بكفه التى اكتشفت نموها وإن
ظلت قابلة للاحتواء داخل قبضتى، واهتزت قبضتانا مراوحتين فى ارتفاعهما
المتشنج، لحظة، لكننى عندما أرخيت لأتيح له انتصارا سهلا لطالما كان يصدقه
ويهلل به ويفرح، وجدته يصيح بحزم صوت يفاجئنى اخشوشانه: «بابا.. إلعب بجد»...

قاومت بين لين وشدة، واكتشفت قوة بازغة فى الساعد المستقوى الذى طالت بعض
شعراته، والتقت أعيننا المتواجهة بصرامة، واحترت.. هل أمضى فى التحدى، أم
أوثر الانسحاب؟ لكننى اخترت إعلان التعادل بنشوة مرتعشة وتطلع آمل، مقرا
بأنه.. كاد يغلبنى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://meegy.ahlamontada.com
همس
المراقبه العامه
المراقبه العامه
همس


عدد المساهمات : 277
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/10/2009

إلعب.. بجد! Empty
مُساهمةموضوع: رد: إلعب.. بجد!   إلعب.. بجد! Emptyالأحد أكتوبر 25, 2009 7:21 pm

الاعتدال دائما الافضل في كل الامور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إلعب.. بجد!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القســـم الثقــافى :: منتدى القصص والروايات :: منتدى القصص المنقولة-
انتقل الى: