الرجال قوامون على النساء
قال تبارك وتعالى: { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على
بعض، وبما أنفقوا من أموالهم, فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله
واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم
فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا } [النساء: 34].
فالخالق تبارك وتعالى قد جعل الرجال قوامون على النساء بصفات قدرية ثابتة
بما فضلهم عليهن مثل والتكوين الجسمي الفطري وبما يكسب بجسمه من الرزق …
الخ وهذا أمر رباني كوني لا مجال أمام الإنسان حياله إلا أن يقول: { سمعنا
وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير }؛ فالصالحات يطعن ربهن تبارك وتعالى
ويقنتن له سبحانه وتعالى ويبتغين ما وعد الله تعالى في الغيب من الجنة
للمؤمنين ويخفن من النار الموعود بها الفجرة الكفرة ويرضين بأن هذا هو
أحسن ما يكون لهن وللإنسان عامة, وهؤلاء لا يجوز إلا احترامهن والمحافظة
عليهن وإعطائهن حقوقهن المنصوص عليها شرعا.
وقد شاء الحق أن يكون هذا الإنسان مكون من جزأين وأن يكون أحد هذين
الجزأين خاضعا للآخر ومستكينا له وتابعا له وذلك مضبوط بضوابط مثبتة منه
تبارك وتعالى بمعجزة ربانية ثابتة وهي القرآن الكريم؛ فالجميع ملزم ومطالب
ومحاسب بما أمره الله فيه وما هو مشروح في السنة النبوية وهو مثاب عليه
يوم القيامة؛ فمن قبل بالمعجزة قلبا وقالبا بقي على الإيمان وهو الفطرة
الأصلية, ومن أراد خلاف هذا خاب وخسر نسأل الله العافية ..
ومما أنزل الله في هذا الوحي أن للرجل الصالح أن يعظها ويهجرها وذلك أولا
للنص الشرعي من الله تبارك وتعالى كما في الآية أعلاه؛ فالنشوز معناه
الضياع لها والهوان وسوف تفسد نفسها وغيرها لأنها ستكون صيدا لكثير من
الفجرة وقد تستمرأ ذلك وتصبح فاجرة مثلهم وطبعا ستفقد الطمأنينة والسكن
التي تتوفر لها بالأسرة وفي نفس الوقت يؤدي ذلك إلى الإضرار بالمجتمع
وبالتالي تخسر الدنيا والآخرة إضافة إلى انفلات كثير من اللواتي سيقلدنها؛
فما هو الأفضل إذن ؟؟ أن تهجر الناشز وتضرب ضربا غير مبرح .. وتصلح هي
وغيرها أم كل هذه المفاسد للمجتمع كاملا ..؟ هذا طبعا بعد الأصل العام
الثابت وهو أن هذا الضرب هو بأمر خالقها الأرحم بها من كل المخلوقات
الأخرى, قال تبارك وتعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الإسلام دينا} الآية، [المائدة:3] والآيات والأحاديث التي تدل
على أن الله ما شرع لنا إلا ما فيه الخير لنا كثيرة جدا والحمد لله.
وكما ذكرنا أعلاه فهذا التفضيل أمر كوني من الله تبارك وتعالى وهو واضح
جلي من طبيعة كل منهما؛ فالرجل أقوى جسما وعقلا وكذلك أشد صبرا وجلدا وهو
مفطور على العمل والأمور الجدية ومثل الضرب في الأرض طلبا لما رزقه الله
تعالى، وأمور الحرب والحكم وما أشبه ذلك بينما المرأة بين من خلقتها أنها
مختلفة حيث تلد وتحيض وتربي الأولاد وذات عاطفة قوية، وناعمة وذات فتنة
وجاذبية للرجل، وتحب الأمور الجمالية، فهي لا تملك نفسها في الأمور الجدية
مثل الخصومات، قال تبارك وتعالى: { أومن ينشّؤ في الحلية وهو في الخصام
غير مبين } [الزخرف:18]، ونقصان العقل ثابت من الخالق العليم تبارك
وتعالى، (والعقل كما قال أهل العلم هو القوة التي يعقل بها, وهذا التعريف
منقول عن شيخ الإسلام), فاخبر تبارك وتعالى أن شهادة امرأتين تعدل شهادة
رجل كما ذكر الحق في آية الدين من سورة البقرة قال تعالى: { واستشهدوا
شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان مما ترضون من الشهداء
أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } الآية [البقرة: 282]، وليس كما يظن
البعض أن نقصان العقل هو في المقدرة على الحفظ خاصة، ولذلك قال النبي صلى
الله عليه وسلم: « لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة » ، والنبي صلى الله
عليه وسلم قد أحتج بالنص القرآني على نقصان الدين أي التكليف الشرعي حيث
تتوقف بسبب الحيض عن الصلاة ولا تقضيها وعن الصوم وتقضيه، وقد سألت السيدة
عائشة رضوان الله عليها من امرأة، قالت: "ما بال المرأة تقضي الصوم ولا
تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟! قد كان يصيبنا ذلك على عهد رسول الله
فكنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نقضي الصلاة".
فهل يستطيع دعاة المساواة تبديل الصفات الخلقية وتوزيعها بين الرجل والمرأة بالتساوي ... تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ...
تعدد الزوجات
قال تعالى: { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من
النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم
ذلك أدنى إلا تعولوا } [النساء:3].
وقد تضمن الإسلام إباحة تعدد الزوجات للرجل الواحد إلى أربعة زوجات، وطبعا
هذا ممكن من حيث خلقة كل منهما طالما أنه حكم الله الخالق تبارك وتعالى
وهو أعلم بما خلق، ومن قال خلاف هذا فإنه نصب نفسه أعلم من خالقه والعياذ
بالله، وهو بذلك قد جنح إلى دركات سفلى من الباطل ويكفر بالله العظيم ومن
الموعودين بالعذاب بنار جهنم والعياذ بالله ولو بدا لنا أنهم سعداء, وهذا
بعيد عنهم لأن سعادتهم سعادة شهوانية سريعة حيوانية, كما قال تبارك
وتعالى: { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها
الأنهار، والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم
} [محمد:12]، فالكفر كل الكفر أن يستدرك المخلوق على الخالق فيقول،
والعياذ بالله، إن هذا لا يصلح، وهذا يصلح.
ثم إن هذا الأمر طالما أنه حكم الله فلا بد أن يكون فيه من الخير ما لا
يوصف أبدا لكل زمان ومكان حيث إن الحق سبحانه لم يشرع لنا إلا ما فيه
الخير الراجح والمصلحة الأكيدة، كما بينا في هذا البحث. ومن حيث الرأي
العقلي فإن العمل بتعدد الزوجات وانتشاره يوجد الاحترام الشديد للمرأة
وذلك بالطلب الشديد عليها فأي امرأة تستطيع أن تتوقع مجيء من يخطبها بسرعة
ولو كان متزوجا، وهي بذلك تصبح محترمة وصاحبة أولاد وأسرة ولها عائلة
ويتحقق لها السكن والطمأنينة التي جعلها الله تعالى للزوج والزوجة معا،
ولو كان متزوجا، وتصبح محترمة وصاحبة أولاد وأسرة، فمن أفضل ـ بالله عليكم
ـ: هذا أم تبقى هائمة على وجهها رخيصة مبتذلة؟ وبذلك تكون قد أضاعت دنياها
وآخرتها. وتبرز فوائد التعدد بشدة في أحوال ارتفاع أعداد النساء مقابل
الرجال كما هو في المستقبل من الأيام حيث اخبر النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويفشو الجهل ويكثر الزنا ويشرب الخمر
ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يعود للقيم الواحد خمسين امرأة يذدن به"
البخاري – كتاب الفتن .. نسأل الله العافية .
وقد سمعت من بعض الأصحاب، أن استفتاء قد جرى في مجتمع غير مسلم … يشتهر
بارتفاع عدد النساء جدا مقابل الرجال، حول تعدد الزوجات فكانت الإجابات
أنهن يفضلن أن يكن الزوجة رقم 10 على العنوسة !!. والله أعلم .
الحكم العام والخاص بيد الرجل
فرض الشارع تبارك وتعالى أن قيادة الأمة والإمارات الفرعية هي حصرٌ على
الرجل لا غير وهذا مفهوم من قوله تبارك وتعالى: {الرجال قوامون على
النساء} ومن عموم نصوص الكتاب والسنة, وقد قال صلى الله عليه وسلم بهذا
المعنى: « لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة » رواه البخاري، فنحن نؤمن بهذا
والحمد لله أولا لأنه خبر الرسول الذي لا ينطق عن الهوى .–ولو قال أصحاب
الشهوات - انظر إلى الأمة المتحضرة الفلانية, أليس ملكتها امرأة أو رئيسة
وزرائها ..أو ولى الأمر فيها .. فالرد عليه أن الفلاح ليس ما تنظر إليه من
أمر هذه الدنيا فحسب, وإنه حتى على مستوى هذه الدنيا فليس ضروريا أن يظهر
فورا عدم الفلاح هذا، والحقيقة أنهم لم يفلحوا إلا إذا اعتبرنا مجرد الأكل
والشرب والتمتع بالملذات العابرة هو الفلاح أي تماما على قاعدة أن الإنسان
يعيش ليأكل وليس يأكل ليعيش, وهذه هي الخسارة بحد ذاتها حيث إن ذلك هو رد
الإنسان عن إنسانيته وجعله تماما مثل الحيوان والعياذ بالله هذا إضافة إلى
الحقيقة الدامغة وهو أن هذه المتعة زائلة سريعة؛ فكل إنسان لابد أن يواجه
حقيقة الموت.. الرحيل من هذه الدنيا.. وهناك يوم حساب .. فمن فاز به فقد
فاز وأفلح حقا، ومن خسر، والعياذ بالله فقد خسر, قال تعالى: { قل إن
الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة إلا ذلك هو الخسران
المبين } [الزمر:15].
فأخي المسلم … أختي المسلمة … لا يتزعزع أيمانكما ويقينكما بالأقاويل الفارغة .. فنحن إن شاء الله أهل الفلاح والفوز وليس غيرنا ….
فالفلاح الحقيقي هو معرفة الإنسان خالقه وخالق الكون سبحانه وتعالى وما
فيه والاستجابة لأمره وهو عبادته وتوحيده وبالتالي الفوز برضاه تبارك
وتعالى والخلود في الجنة.
وهذا ليس مجرد ظنا بل هو الحق المبين المثبت بالمعجزة الربانية فإن ما قال
النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق لأنه { لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي
يوحى } النجم.
وكذلك فإن الرجل هو المسؤول من حيث الخلقة والتكليف الشرعي معا عن الأعمال
الشاقة؛ مثل الحروب والبناء والمناجم والنقل والسفر … الخ وهذه أعمال
يتعرضون فيها للموت خاصة الحروب وبالتالي يقل عدد الرجال عن النساء فلا بد
من حل مشكلتهن، وهذا الحل ضرورة ملحة للإبقاء على النوع الإنساني فما
الحل؟ ... إن الله تبارك وتعالى قد أوجد لنا الحل وهو تعدد الزوجات كما
ذكرنا آنفا ...
وكما ذكرنا في المقدمة أن لعلماء السوء المرتع الخصب في هذا الباب خصوصا في هذا الزمان فضلوا وأضلوا.
فالذي يريد الحق فالحق باق إلى يوم القيامة، والمؤمن ليس وحيدا في كل زمان
فهناك قوم على الحق ثابتون فلنكن منهم إن شاء الله، فعن ثوبان أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: "أخشى ما أخشى على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع
السيف في أمتي فلا يرفع عنهم إلى يوم القيامة ولاتزال طائفة من أمتي على
الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"
ذكره الذهبي بسند صحيح في سير أعلام النبلاء، وهو حديث ثابت؛ فقد أصبح حتى
هؤلاء يحرفون معاني نصوص الدين ليوافق أهل الفجور أينما ذهبوا في التفنن
بالفسوق والفواحش, فعندهم الفتاوى جاهزة على كل المقاسات، ولكن لا يتبع
هؤلاء إلا من استهان بدينه ولا يتبع إلا هواه والعياذ بالله فاصبح هؤلاء
يحلون ويجوزون كل شي مثل العري والانفلات وأن تعمل المرأة كما تشاء. أما
أهل العلم الحقيقيون فهم الذين يردون الناس إلى الدين الموجود في الدليل
الشرعي من الكتاب والسنة الذي به ينال الإنسان رضى الله ويدخل الجنة, وكما
قال الله تبارك وتعالى في قصة قارون حيث قال أهل العلم ناصحين للذين فتنوا
بقارون وماله: { وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل
صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون } [القصص:80].
فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قلت : فهل بعد ذلك الخير من شرّ ؟ قال :« نعم
، دعاةٌ على أبواب جهنّم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها » . قلت : يا رسول
اللّه صفهم لنا . قال :« هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا » قطعة من حديث
حذيفة المتفق عليه؛ فهذا يدل على أن من استفتى أحدا يرى أنه ليس أهلا
للفتوى وأنه غير عامل بطاعة الله فإنه لا يكون بريئا, وإنما يقذف في جهنم
والعياذ بالله.
ومثل هؤلاء فإنما يغشون الناس لأنه أما أن يكون قد أفتى بغير علم (هذا أن
لم يكن أهلا للإفتاء فمعناه بما عرف الله في شريعته العلماء من العلم
والحفظ والتقوى والعمل بما يعلم), أو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم،
قال صلى الله عليه وسلم: « من كذب علي عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار » . متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم: « يؤتي بالرجل فيلقى في
النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى, فيجتمع عليه
أهل النار فيقولون: يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟!
فيقول بلى! قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه » متفق
عليه.
وكما قلت أعلاه فمن صدق هؤلاء واتبعهم فإنما يتبعهم إلى الجحيم لأنه أصلا
ما انخدع بهم إلا لأنه عديم التقوى مثلهم، هذا إن لم يكن جاهلا يعذر به،
والله أعلم بما في الصدور، قال الله تعالى عن سبب اتباع قوم فرعون لفرعون:
{ فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين } [الزخرف:54]، وبالمناسبة
فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه أن هذا هو تحريف الكلم عن
مواضعه كما فعلت اليهود إلا أن القرآن محفوظ من الله؛ فيعمد هؤلاء إلى
تحريف معناه, نسأل الله العافية.
فالأركان أصلا ليست بحاجة إلى علم، والتعري معروف معلوم لكل من كان عنده
إيمان بالله واليوم الآخر انه من أفحش وأقبح الأمور, وأحاديث النبي صلى
الله عليه وسلم عن الكاسيات العاريات مثلا معروفة مشهورة, فمثلا فقط لا
حصرا هناك من يقول بجواز اختلاط الرجال بالنساء ومن الأمور الراسخة في
الشرع عدم الاختلاط قال تعالى عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: { وإذا
سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } الأحزاب؛ فكيف بباقي النساء؟؟
وثابت أن من أهل النار والعياذ بالله الكاسيات العاريات وهناك من يغش الناس فيقول غير ذلك.
وهناك من يقول بجواز السلام على الأجنبية وبدعوى للأسف حديث النبي صلى
الله عليه وسلم: « إنما الأعمال بالنيات » ؛ بينما الحق أن المعصية لا
تحتاج لنية أبدا, فطالما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مصافحة
الأجنبية حرام فهو آثم؛ بغض النظر عن النية .. تماما مثل الزنا أو شرب
الخمر .. فهل هذه المعاصي ..حسب النية أيضا ..؟؟.
ثم هناك سؤال: لماذا لا تنطلي أكاذيب هؤلاء على أهل الصلاة في المسجد
والأسر الملتزمة بكتاب الله وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم . ؟؟ لأن
هؤلاء يريدون الحق والحمد لله .
فالمسألة مسألة قلب وطاعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي
يدخل الجنة إلا من أبى » قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: « من أطاعني
دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى » أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
ومن هؤلاء (الدعاة) من نسمع أن له مجالس ضخمة, فيها اختلاط بين الرجال
والنساء لابسات من شتى أنواع الملابس الغير الفاضحة, فنسأل نحن السؤال
التالي إلى ماذا يدعو هذا (الداعية)؟؟ أليس إلى غض البصر والفضائل الأخرى
التي أمر الله بها؟؟ فلماذا ينظر هو...؟؟ هل هو مستثنى من الحكم الشرعي
..؟؟
ثم ألم يدعو النبي صلى الله عليه وسلم من هم أشد قسوة وعنادا من هؤلاء،
فهل تنازل عن شيء من دينه؟؟ لا والله وحاشا لله, ثم طالما هو ثابت أن
الاختلاط بين الرجال والنساء هو محل الفتن، فهل تصبح مجالس الدعوة مصدرا
الفتن …؟؟
ثم لماذا لا يأمر هؤلاء "الدعاة" بوضع مجرد ستارة بين الرجال والنساء؟؟
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا من هو أشد من هؤلاء فهل تنازل عن شيء
من دينه ..؟ تقول السيدة عائشة مثلا: « ما وضع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يده في يد امرأة لا تحل له » ؛ ثم أليس هؤلاء من بلد إسلامي ويعشن في
مجتمع إسلامي ... فالدين وطرق الدعوة الشرعية إليه إذن معروفة لهن.
ويدعي البعض أن هناك مصالح مثل اهتداء بعض النساء ... فلو كان هذا الكلام
صحيحا، فليس على هذا يقاس الدين، هذا أولا، وثانيا: هل تأمل هؤلاء
بالمفاسد العظيمة المتأتية من هذه البدعة المنكرة المتمثلة مجالس دعوة
مختلطة بين رجال ونساء كاسيات عاريات .. وبجميع أنواع الفتنة..؟؟ والله
أعلم وله الحمد والمنة.
وفي الخاتمة من هذا الموضوع فإن الحق تبارك وتعالى قد بين في كتابه العزيز
المشروح بسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام كل شيء عن المرأة والرجل، قال
تعالى: { ما فرطنا في الكتاب من شيء } وقال تبارك وتعالى: { وأنزلنا إليك
الكتاب فيه تفصيل كل شيء }, وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله
ونحن مأمورون باتباع سنته, كل حسب درجات الشريعة من واجب وسنة راتبة
وفضائل أعمال مستحبة .
وقد عمل السلف الكرام، الصحابة رجالا ونساء بهذا الدين، وكان عملهم على
حياة النبي صلى الله عليه وسلم، والوحي لا زال ينزل، وقد أثنى الله تبارك
وتعالى عليهم كثيرا في هذا الوحي من كتاب وسنة، ووعدهم بالجنة والتمكين في
الدنيا كذلك …ليس هم فقط ..ولكن من اتبعهم بإحسان .. فقال تعالى:
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله
عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك
الفوز العظيم" [التوبة:100]، ولهم كذلك التمكين في الدنيا إن شاء الله،
قال تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك
فأولئك هم الفاسقون } [النور: 55].
فهذا ثابت معروف من النصر الذي تحقق لهم على جميع القوى والممالك ..
والحمد لله واستمر النصر إلى قرون حتى فتر تمسك الناس بالدين. وقد تحقق
النصر للأمة في كل زمان رجعت إلى دين الله تعالى، ..زمن صلاح الدين,
والمماليك, وفي القرون الأولى من عهد الخلافة العثمانية … فالله تعالى لا
يخلف الميعاد والحمد لله.
إن السبب في إيراد هذه النبذة البديهية هي لتبيان أن الحق ثابت بيّن في
جميع الأمور على الإطلاق, علم ذلك من علمه وجهله من جهله, ومن هذه الأمور
ما يتعلق بنصف المجتمع أو الإنسان وهو ( النساء )؛ إن فهم هذا القرآن أصبح
كاملا تاما منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد العمل به والنجاة
بنفسه في الدنيا والآخرة ولا يوجد لبس في ذلك ولا غموض والحمد لله رب
العالمين.
والمراد من كلامي هذا وجود بعض من ينسب نفسه زورا وبهتانا للعلوم الشرعية
ومنهم من يحمل درجات في العلوم الشرعية من جامعات هي أول من يحارب الشريعة
الإسلامية، فهذه الشهادات إن لم يتق أصحابها الله ويعملوا بخشيته وطاعته،
تصبح في الواقع شهادات في "الصد عن الشريعة" وليس شهادات في الشريعة, فمن
خريجي هذه الجامعات من أصبح وأمسى ليس له شغل إلا تحليل ما حرم الله من
الاختلاط بين الرجال والنساء، والعري وتخريج شباب لا يعرفون الإسلام ولا
يصلون وإجازتهم بدرجات في الشريعة من هذه الجامعات ليتكلموا باسم الدين؛
فالعجب العجب من هؤلاء ولا عجب إذا علمنا أننا في زمان العجب .. زمان
الفتن .. نسأل الله العافية.
ومن هؤلاء "شيخات" كاسيات عاريات مائعات كذلك يحملن هذه الشهادات ..
ويتكلمن باسم الدين، فأصبح عندهم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف هو
الدين؛ فهؤلاء هم أخطر من الزنادقة والجهمية, إلا أن من أراد النجاة
فمؤهلات أهل العلم، كما ذكرنا، فأولها تقوى الله وخشيته، قال تبارك
وتعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور }
[فاطر:28]، فهذا الذي يسمى زورا (شيخا) يحاور امرأة صحفية كاسية عارية هل
آمن على نفسه الفتنة؟ وإذا كان هو غير مهتم بآخرته فيا ترى أكان يهتم
بآخرتك أنت أيها السائل ؟؟ طبعا لا يقع في حبائل مثل هؤلاء إلا من هو بعيد
عن الدين لأن هؤلاء الزنادقة والحمد لله مكشوفين لأهل المساجد المحافظين
على السنن, أقول لهؤلاء البعيدين ـ من باب الدعوة إلى الله ـ أن ينتبهوا
لأنفسهم ويتبعوا أوامر الله.
الخاتمة
ومن هنا نعلم أن الأمر لا يوصف من حيث الجدية والخطورة, وأنه الحق من الخالق تبارك وتعالى، ونلخص هذه المقالة بما يلي:
أن أحكام الشرع الإسلامي ومنها ما يتعلق بالنساء من تصرفات ولباس وتعدد
زوجات إنما هو حكم الرب تبارك وتعالى خالق هذا الإنسان وراحمه, وكون هذه
الأحكام منه تبارك وتعالى ثابتة بمعجزة القرآن الكريم الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ... وليس كباقي
الأنظمة أو المناهج الحياتية التي هي من صنع الإنسان ..
أنه تبارك وتعالى قد أخبر في هذه المعجزة الربانية أنه شرع لهم ما فيه
الخير الراجح لهم رجالا ونساء, وأن الخير والفوز: أولا آت حقا لأنه وعد من
الرب تعالى. ثانيا : أنه يمتد إلى ما بعد الموت بخلاف الدعوات الدنيوية
الوضعية.
العمل بالإسلام الذي هو تقوى الله تعالى، يصبح الإنسان هو الأكرم عند الله
وهو الحق، قال تبارك وتعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم أن الله عليم
خبير } [الحجرات:13].
أن الله تبارك وتعالى لم يكلف الإنسان إلا في حدود استطاعته فقط قال تعالى: { لا يكلف الله نسا إلا وسعها .. } البقرة ...
أن العالم الذي بفتاواه تبرأ ذمة الإنسان معروف صفاته في كتاب الله وسنة
نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو العمل بما يعلم، أي تقوى الله، لأن هذا
الشرع يدعوا إلى تقوى الله تعالى، وقد قال تعالى: { كبر مقتا عند الله أن
تقولوا مالا تفعلون } [الصف:3]، أو يصبح الإنسان مثل اليهود، والعياذ
بالله، قال تعالى عنهم: { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون
الكتاب أفلا تعقلون } [البقرة:44].
أن هذا الشرع شامل لجميع بني البشر مهما كان الجنس أو اللغة أو اللون فهو
مخاطب به ومكلف به ومسؤول يوم القيامة .. قال تعالى: { وما أرسلناك إلا
كافة للناس بشيرا ونذيرا}، بل والجن كذلك مكلفون به, قال تبارك وتعالى:
{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [الأنبياء:107].
ولهذا فإنني أدعو إلى التوبة والرجوع وطلب المغفرة من الله تبارك وتعالى
وإقامة الصلاة قلبا وقالبا لأن الصلاة إن قصد بها وجه الله تعالى فلابد أن
تنهى عن الفحشاء والمنكر, كما قال تعالى: { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون } [العنكبوت: 45] .
ربنا تقبل منا وارحمنا وأغفر لنا إنك أنت السميع العليم، وصلى اللهم على
نبيك محمدا، المبعوث رحمة للعالمين … وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين …